الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة « نهاية سعيدة » للمخرج ميكائيل هانيكي: غياب الإنسانية وسلطة المخرج

نشر في  22 ماي 2017  (21:42)

بقلم الناقد طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان

مئات من الصحافيين والحرفيين ومتابعي الشأن السينمائي كانوا مصطفين في طوابير مختلفة في انتظار عرض آخر عمل لميكائيل هانيكي « نهاية سعيدة ».

أمر عادي ومنتظر: يعتبر المخرج المجري الفرنسي من أهم السينمائيين في العالم، كان تحصّل مرتين على السعفة الذهبية وله في العالم العديد من المناصرين.

لا يمكن نفي قدرات هانيكي المهنية والتقنية في صناعة الأفلام. وأعتقد أن  شهرته راجعة أساسا إلى قدراته المهنية في كتابة السيناريو وفي ادارة المخرجين وفي التقطيع الفني واختيار الممثلين والديكور وموقع الكاميرا دوما في علاقة مع ما يريد أن يبلغه للمتفرج.

له قدرة فائقة على التصرف في كافة مكونات عملية الإخراج، قدرة تؤدي في كافة أفلامه إلى تناسق مبهر في العمل. مع ذلك لم أكن أبدا من مناصريه لأن الفنّ لا يقتصر على حسن استعمال التقنيات.

وبخلاصة يبدو لي أن استعماله للسينما يدخل في باب التلاعب بعواطف المتفرجين وانتظارات هواة السينما بما لا يخدم إلا شهرته. النتيجة: اختطاف المتفرج في لعبة يكون المخرج هو المنتصرّ الأول والأخير فيها.

« نهاية سعيدة » لا يختلف على بقية أعماله. اتقان وحرفية عالية ودهاء في استراتيجية السرد وموضوع خطير وجدي. عائلة برجوازية في جهة كالي على خلفية أزمة المهاجرين. قراءة حادة لا تترك أي مجال للإنسان نتيجتها الحتمية عكسية تماما لما يمكن افتراضه. غياب الإنسانية لدى الشخصيات تجعل منها آلات عديمة الشعور تحكمها سلطة واحدة هي سلطة هانيكي.